accessibility

الرد على خُطب العرش السامي

 رد مجلس الاعيان على خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الثامن عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاةُ والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،المبعوث رحمةً للعالمين.

صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظهُ الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يتشرف مجلس الأعيان اليوم بأن يرفع إلى مقامكم السامي ردَّهُ على خطبة العرش التي افتتحتم بها أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الثامن عشر، واسمحوا لي أن أبدأ بعد تحية سيدي قائد الوطن المفدّى، بتحيّة أبنائنا الأبطال السّاهرين على الحمى، من جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية بسائر تشكيلاتها، ومن قبل ومن بعد الشهداء الأبرار من هؤلاء الأبناء، الذين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، ونعبر جميعاً عن سعادتنا برضا جلالتكم عما ينجزُه الوطن برغم كل التحديات التي واجهت مسيرتنا المباركة في العديد من مفاصل الدولة،وأشير هنا إلى التعاون المثمر بين جميع السلطات في إطارما ورَدَ من رؤىوأفكار لجلالتكم في الأوراق النقاشية المضيئة التي كان أساسها التركيز على مبدأ سيادة القانون والعمل على ترسيخ ركائز الدولة المدنية التي نسعى إليها جميعاً.

ويُقدّر مجلس الأعيان حرص جلالتكم على تطوير الجهاز القضائي،وما أقره المجلس خلال دورته الاستثنائية السابقة من تشريعات، وهو شديد الاعتزاز بإشادة جلالتكم بالجهود التي بذلها المجلس وكذلك سائر سلطات الدولة بما يعزز مسيرة الخير بقيادتكم الحكيمة.

سيدي صاحب الجلالة...
 لقد حقق الأردنيون أحد أهم المنجزات التي تندرج في إطار نهج الإصلاح الذي أردتموه جلالتكمبانتخابهم المجالس البلدية ومجالس المحافظات وما رافقَ ذلك من شفافية ونزاهة شهدَ لها الجميع وصولاً إلى اللامركزية التي ستمنح الهيئات المحليّة دوراً أوسع في صنع القرار التنموي لتبني على ما تمَّ إنجازه من إصلاحات تراكمية في خضم التحديّات الإقليمية التي نواجهها ونتصدى لها بكل قوةٍ وعزيمة واقتدار.

سيدي صاحب الجلالة...
 ينظر مجلس الأعيان باهتمام بالغ لما ورد في تقرير الحكومة الذي قدمته في حزيران الماضي من محاور وأولويات مفصلّة حول أهم أعمالها على مدى عام، استناداً لكتابيّ التكليف والبيان الوزاري، مؤكدين لجلالتكم استمرار مجلس الأعيان بممارسة دورِهِ الدستوري في الرقابة والتشريع بالتعاون مع الحكومة. بما يضمن تحقيقها على أرض الواقع خدمةً للوطن والمواطن وبشكل يحفظ أمنهُ وكرامته وحقه في الوصول إلى الغد الأفضل.
ونحن مع جلالتكم بضرورة قيام الحكومة بالعمل على تنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي للأعوام القادمة بشكل يلبي احتياجات القطاعات المختلفة ويساعد على تحقيق معدلات النمو المستهدفة ويعمل على توفير فرص عمل جديدة لأبناء الوطنوالاستفادة من الفرص المُتاحَة لرفع مستوى معيشة المواطنين وتمكين الطبقة الوسطى وحماية الأُسَرِ ذات الدخل المتدّنيوالمحدود والاستمرارفي إعطاء الأولوية القصوى لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وتنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية وصولاً إلى هدف الحكومة اللاورقية بما يكفل تبسيط الإجراءات وتحسين الخدمات المقدمة ضمن الفترة الزمنية المحددة التي التزمت بها الحكومة.

ويؤكد مجلس الأعيان على رؤية جلالتكم بضرورة حل مشاكلنا بأنفسنا من خلال إيجاد حلول واقعية تعتمد على إمكاناتنا وطاقاتنا المتميزة وبما عُرِفَ عن الأردنيين من عزم وتصميم لتحويل التحديات إلى فرص وقدرة على تحمل الصعاب والشدائد لبناء وطنهم ورفعة شأنهوالاستفادة من عوامل الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن بين دول الإقليم.

سيدي صاحب الجلالة...
 إنَّ ماوصل إليه وطننا من نموٍ وازدهار واستقرار ما كانَ ليتحقق لولا عزم الأردنيين والأردنيات بقيادتكم الشجاعة وثقتهم المطلقة بهمّة قواتنا المسلحّة الأردنيّة - الجيش العربي المصطفوي- وأجهزتنا الأمنيّة وقدرتها على حماية الوطن وردع كل من تسوِّل لهُ نفسه العبث بأمنهِ واستقراره، ويزجيمجلس الأعيان يا مولاي تحية الإكبار والإجلال لكل من وضع التاج على الجبين. ويعرب عن فخره واعتزازه مرة أخرى بالنّشامى والنشميات الذين يواجهون ببسالةٍ وإباء قوى الظلام والشر وخوارج العصر.
سيدي صاحب الجلالة...
 يقدر مجلس الأعيان لجلالتكم دفاعكم الدائم والمستمر عن قضايا أمتيّنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضيّة الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس.ونشير بشكل خاص إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.وهو التزام هاشميٌّ دائم دينياً وتاريخياً لا نحيد عنه ولا نتخلّى عن قَدَرِه وقَدْرِه تجاه قضيتنا الأولى.

مولاي المفدّى ...
 نسأل الله جلّت قدرته أن يحفظكم ويسدد على طريق الخير والسؤدد خطاكم قائداً عربياً مقداماً شجاعاً ثاقب النظر يحظى على الدوامباحترام وتقدير العالم بأسره، ومحبة أبنائكم في وطننا الأغلى، سائلين الله عز وجل أن يبقى الأردن كما هو دائماً وطن العز والشموخ وواحة الأمن والاستقرار تحت ظل الراية الهاشمية المظفرّة بقيادتكم الملهمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

كيف تقيم محتوى الصفحة؟