رد مجلس الاعيان على خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على سيّد المرسلين محمد النبي العربي الهاشمي الأمين.
حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،حفظكَ اللهُ ورعاكَ وسددَ على طريق الحقِ والخيرِ خُطاك.
السلامُ على عميدِ آل البيت قائدِ المسيرةِ وحاديَ الركبٍ ومعقدِ الرجاء.
سلامُ الولاءِ والوفاءِ والإخلاصِ لعرشِكم الهاشمي، ولولي عهدِكم الأمين.
صاحبَ الجلالة،
يملؤنا الاعتزازُ ونحن نَمثُلُ بين يديكم الشريفتين، وقد ازددنا ثقةً وعزماً وأملاً، بعد أن استمعنا وأبناءُ شعبِكم الأردني العزيز، إلى خِطبة العرش، في افتتاحِ الدورةِ العاديةِ لمجلس الأمة، التي حملت خلاصةَ حِكمَتِكم وساميَ توجيهاتِكم لأعضاء مجلسكم المخلصين، الحاملين رسالتَكم رسالةَ الأردن والأردنيين لما فيه خيرُه وخيرُ الأمة. واثقين مع جلالتكم ان مسيرةَ بلدنا الخيّرة متواصلةٌ، بإرادةٍ قويةٍ لا تعرف اليأسَ، إرادةٍ مليئةٍ بالعزمِ والإصرار، ليستمر الأردنُ كما كان دائماً وطنَ الريادة والتقدم.
صاحبَ الجلالة،
إننا في مجلس الأعيان، كما كلُّ ابناءِ شعبكم الأردني العربي، ندين الاعتداءات الوحشيةَ والهمجيةَ، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يخوض كفاحاً مشروعاً ضد الاحتلال الإسرائيلي كفلته القوانين والشرعية الدولية، ونقف خلف قيادتكم الحكيمة في موقفكم الشجاع والصلب لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه والوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي عليه.
ونؤكد ما أكدتم جلالتُكم منذ عقودٍ وفي كل المحافل، أنه على المجتمع الدولي إدراك أن سياسة الكيل بمكيالين، لن تحقق الأمنَ والاستقرارَ في المنطقة، وأن تحقيق ذلك يكون وِفقَ حل الدولتين المتضمن إقامةَ الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ويزيدنا فخراً واعتزازاً يا صاحبَ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أن مواقفَ الأردن الثابتة، شعباً وقيادةً ستبقى مكرسةً للدفاع عن الحقوق الفلسطينية العادلة مهما بلغت التضحياتُ، وعنوانُ دعمنا هو موقفُ جلالتكم "أن بوصلتنا ستبقى فلسطين وتاجُها القدسُ الشريف".
صاحبَ الجلالة ،
ان الاستجابة لتطلعات جلالتكم من أجل أردنٍ منيعٍ مزدهرٍ حديث، يرتب علينا مسؤولياتٍ كبيرةً، من أجل سرعةِ تنفيذها وترجمة رؤاكم للتحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
أمّا وقد بدأنا في تحقيق ما كان أملاً وهدفاً سامياً لكم، في التحديث السياسي، فإننا نتطلع إلى إجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ خلالَ العام المقبل، وفق رؤاكم وخططِكم للانتقالِ بالمجتمعِ الأردني إلى مرحلةٍ جديدة يشارك فيها الشبابُ والمرأة، مشاركةً واسعة، فعلاً لا قولاً، على أسسٍ وطنيةٍ والابتعادَ عن الجهويةِ والمناطقيةِ، وتعزيزَ الثقافةِ الديمقراطية، وترسيخَ الانتماءِ للوطن والولاءِ لقيادتنا الهاشمية مع تأكيدنا بأننا سنعمل بلا كلل على فتح المجال لهم ليأخذوا ادوارهم المنشودة.
صاحبَ الجلالة،
لقد بعث قولُكم أن "هذا البلد له شأنٌ ومكانةٌ بين الدول"، المزيدَ من الثقةِ بالنفس، والاعتزازِ والعزمِ على العطاء، والإعراضِ عن المحبِطين، لتظل الجهود مكرسةً للحفاظِ على المكانة الرفيعة التي يتمتع بها وطننا الأردن.
ويملؤنا الاعتزاز ونحن نستمع لنطقكم السامي الذي تعربون فيه عن اعتزازكم بشعبنا الذي لا يعرف الفشل، لأن تاريخه محطات من التحدي والإنجاز، إذ سطر بأقل الإمكانيات، قصصَ نجاح مبهرة، استدعت مخاطبتكم الجليلة للأهل والعزوة أبناء الأردن وبناته، والاشادة بكل واحد منهم، مؤكدين الحرص الكامل على مصلحة وطننا وعلى وجوب الحذر من تفاعل الظروف الراهنة واليقظة، وعدم السماح لحاقد أو جاهل أن يقلل من منجزاته أو أن يشكك في مواقفه.
صاحبَ الجلالة،
ان قواتَنا المسلحةَ الأردنيةَ/ الجيش العربي المصطفوي، قواتِ التضحيةِ والفداءِ على ثرى فلسطين الحبيبة وعلى أسوارِ القدس وعلى ذرى الهضبة السورية وعلى حدودنا، ذوداً عن الأردن وعن اشقائنا العرب، هي قصةُ بطولات عظيمة تروى للأجيال. وهي مبعثُ فخرِنا ودعمِنا، المستمدِ من عزمِ جلالتِكم الذي لا ينقطع، للجندِ العاملين والمتقاعدين، فلأبناءِ جيشِنا الأردني العربي، ولأجهزتِنا الأمنية الساهرة، التي تكفل أمنَنا ومنعَتنا، المحبةَ والتحيةَ والاعتزاز.
صاحبَ الجلالة،
نُزجي الشكرَ والإمتنانَ لجلالتكم على افتتاحِكم الدورةَ العاديةَ لمجلس الأمة، ونعاهدكم أن نعملَ بكل ما أُوتينا من قدرةٍ وعزيمةٍ، لنصل إلى تحقيق تطلعاتِنا الوطنية، ضمن رؤيةِ جلالتكم للأردنِ الجديد، مقتدينَ بحكمتِكم، سائرينَ على خطاكم الثابتة الرشيدة.
وسنحرصُ في مجلس الأعيان، على تنفيذ توجيهكم السامي بالتعاون الكامل مع مجلسِ النوابِ والحكومة، وِفقَ الأطرِ الدستورية، خدمةً لمصالحِنا الوطنية العليا، لنكون عوناً لجلالتكم في خدمة الوطن ومواجهة التحديات المختلفة والدفاع عن قضايا امتنا العادلة.
نسألُ اللهَ أن يحفظَ جلالتَكم، وسمو ولي عهدكم الأمين.
واللهُ وليُ التوفيق.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.