عمان – قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن مشروع أنبوب النفط العراقي الأردني، يمثل مصلحة استراتيجية لكلا البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها اليوم بدار المجلس، مع رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، بحضور عدد من رؤساء الكتل واللجان النيابية في مجلس النواب العراقي، إضافة إلى السفير العراقي في الأردن عمر أحمد كريم البرزنجي.
وحضر المباحثات من الجانب الأردني، النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان العين الدكتور عبد الله النسور، ومساعد الرئيس العين الدكتور زهير أبو فارس، إلى جانب السادة الأعيان سلامة حماد، وعلي العايد، ومازن دروزة.
وثمن الفايز في بداية حديثه أن تكون الزيارة الأولى لرئيس مجلس النواب العراقي إلى الأردن، معتبرًا أنها رسالة واضحة تدل على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
وتحدث الفايز حول العلاقات الثنائية والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه علاقات الأخوية بمختلف المجالات، مبيّنًا أنها علاقات راسخة وتاريخية تقوم على الاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين، ويعزز العمل العربي المشترك، ويخدم قضايا أمتنا العادلة.
وأضاف “انطلاقا من علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين بلدينا، فأننا في الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، نحرص على إدامة التنسيق والتشاور، مع الشقيقة العراق في مختلف المجالات، وفي كل ما من شأنه أن يحقق الأمن والاستقرار لها، ويحفظ وحدة أراضيها وأمنها، فنحن دائمًا إلى جانب العراق في تصديه لمختلف تحدياته".
وأشار إلى "أننا نؤكد أهمية البناء على علاقاتنا الأخوية، والنهوض بها على كافة المستويات وبمختلف المجالات، مؤكدا بذات الوقت أهمية زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية، وسرعة تنفيذ المشاريع المتفق عليها، بحيث تعود العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى سابق عهدها".
وبيّن الفايز "أن الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية، التي أصبحت تعيش اليوم ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديد، وبتنا نخشى أن يعاد تقسيم المقسم من دولنا، كما أصبحت منطقتنا ساحة لصراعات دولية وإقليمية، والكل يبحث فيها عن مصالحه".
ولفت إلى أن "هذا الواقع الأليم يتطلب منا تكثيف جهودنا لمواجهة تحدياتنا المشتركة السياسية والأمنية، وللتصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فالاحتلال الإسرائيلي يقوم بحرب إبادة ضد الفلسطينيين، ضاربًا بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، وكافة المعايير الإنسانية والأخلاقية".
وأكد الفايز أنه "في ظل ما تقوم فيه إسرائيل، من محاولات ضم للضفة الغربية المحتلة، وما تتلقاه من دعم دولي لجرائمها وسياساتها التوسعية، فأننا في الأردن نرفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ونرفض أية حلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابته الوطنية، وسنتصدى بقوة لأية محاولات تسعى للعبث بمصالحنا العليا وأمننا واستقرارنا".
وبخصوص الوضع الراهن في سوريا، أوضح الفايز "أننا في الأردن نؤكد على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها، فأمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، وسنقف مع شعبها الشقيق في عملية إعادة بناء الدولة السورية، دولة عربية موحدة ومستقلة ومستقرة وآمنة لكل مواطنيها".
ونوه بأن "ما تمر به سوريا اليوم، يتطلب في هذه المرحلة الدقيقة، تكاتف الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية، لبناء سوريا الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري، بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات".
وأدان الفايز بشدة التوغل الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وسلسلة المواقع المجاورة لها، في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، مؤكدًا أهمية الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، ونطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على سوريا وشعبها.
بدروه تحدث رئيس مجلس النواب العراقي المشهداني، عن أهمية توحيد الصف العربي حيال قضايا الأمة المختلفة، مؤكدًا أنه كلما زادة قوة الترابط السياسية والاقتصادية والأمنية بين الدول العربية، استطاعت الأخيرة التصدي لكل المخططات التي تستهدفها.
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون العراقي الأردني في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب استمرار التعاون في تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين الشقيقين.
وأكد المشهداني وقوف بلاده إلى جانب الأردن، ورفضه كل المخططات التي تتعلق بتهجير الفلسطينيين قسرًا، لافتًا إلى مواقف الأردن التاريخية والمشرفة تجاه العراق.
وبيّن أن زيارة الأردن كأول دولة بعد انتخابه رئيسًا لمجلس النواب العراقي، لها دلالات كبيرة ورسالة واضحة، تنطلق من الجوار الجغرافي بين البلدين الشقيقين وتقارب شعبهما، إلى جانب تثمين موافق الأردن التاريخية تجاه العراق، وحرص الأردن الدائم على استقرار العراق وأمنه.
وتحدث الأعيان بدورهم عن أهمية الوصول إلى تكامل اقتصادي بين العراق والأردن، إلى جانب تعزيز التعاون على مختلف المستويات وشتى المجالات، مؤكدين ما يحمله مشروع النفط العراقي الأردني من أهمية استراتيجية واقتصادية لكلا البلدين الشقيين.
وأكدوا على استراتيجية العلاقة الأردنية العراقية وضرورة البناء عليها وتعزيزها في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين وشعبها الشقيقين، لافتين إلى أن العراق يمثل عمقًا استراتيجيًا للأردن، كما هو الحال للعراق بالنسبة للأردن.
من جهتهم أكد النواب العراقيين عن مدى دعمهم لمشروع أنوب النفط، مشيرين إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية وخاصة الأمنية والاقتصادي، لمواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، ومن أجل مكافحة قوى الإرهاب والتطرف.
ولفتوا إلى أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن العمل عليها بين البلدين الشقيقين، وعلى رأسها الربط الكهربائي، وإدارة قطاع المياه، وقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأشاروا إلى أن الأردن كان على الدوام إلى جانب العراقي في كل التحديات التي واجهته، ولم يبخل بأي نصيحة تعمل على استقرار العراق وأمنه والمحافظة على وحده شعبه وأراضيه.