مجلس الأعيان // مديرية الشؤون الإعلامية– أكد رئيس الوزراء السابق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان العين سمير الرفاعي ضرورة تغيير المفهوم السائد عن التعليم العالي، الذي يقوم في كثير من الأحيان على عقلية تجارية ربحية تتجاهل جودة التعليم ونوعية البرامج والخطط.
وشدد خلال اللقاء الذي نظمه النائب سعد البلوي مع مندوبي وسائل الصحافة والإعلام في محافظة مادبا في مطعم رومن السياحي أمس على ضرورة الابتعاد عن منهجية التلقين السائد في التعليم العالي، إلى منهجية التعليم العلمي المبني على الفهم في الجامعات، مؤيداً في ذات السياق الانتقال من امتحان الثانوية العامة، الى نظام فحص القبول في الجامعات، لأنها الأقدر على ضبط الامتحان داخل أسوارها، وعدم السماح للغش، والوساطات والمحسوبية.
وأشار الى وجود فشل حقيقي في عملية التعليم، مؤكدا أن هناك طلابا يحفظون بدون إبداع وعلى الحكومة أن تفكر في طريقة مختلفة.
ودعا الى إلغاء امتحان التوجيهي وأن تقوم كل جامعة بامتحانها الخاص بها، مشيراً إلى أن عدد الطلبة الذين تقدموا إلى امتحانات التوجيهي بلغوا 130 ألف طالب وطالبة هذا العام، ما يعني عدم قدرة الدولة على توظيف كل هذا العدد أو حتى 10 % منه سنوياً، ما سيزداد الوضع سوءاً، إذا استمرت الدولة بدورها الرعوي.
وأضاف أنه لا يكمن أن تستمر الدولة في سياسة تسكين المشاكل إلى أن تنفجر في وجه الجيل القادم، فالإصلاح السياسي على أهميته، يجب أن يرافقه بنفس الأهمية إصلاح اقتصادي، مؤكداً أن رئيس الوزراء والوزراء ليسوا فوق الناس، فهم منهم ولهم، وأقسموا بصيانة مصالح الناس لا الاعتداء عليها، وكل خطوة يتم التفكير بها تتم دراسة نتائجها على ضوء مصالح الناس، إذ إن وظيفتنا جميعاً هي خدمة الناس لا السيادة عليهم.
وأبدى الرفاعي قلقه مما يحصل في المنطقة جراء الربيع العربي في مصر وليبيا واليمن، وخطورة بعض المطابخ التي تخرج سموما تغذي الإرهاب، مضيفاً أن مصر اليوم أفضل مما كانت عليه أيام الإخوان المسلمين.
وأشار الى أن المصلحة الأردنية مع دور مصري فاعل بالمنطقة، لافتا الى أن التفاهمات التي "نسمعها الإخوانية الأميركية الإسرائيلية مخيفة لو حصلت".
وأكد ضرورة التركيز على الجبهة الداخلية والتي اعتبرها من أهم ما يمكن عمله في هذه الأيام، وكذلك سيادة القانون والاستثمار وعدم ترحيل المشاكل الى المستقبل، لكي يشعر الشباب بأن لهم مستقبلا زاهرا، مؤكدا أن الإصلاح الاقتصادي هو المطلوب بالتساوي مع إصلاح سياسي وبحاجة الى برنامج طويل الأمد.
وقال الرفاعي يجب أن نفرق بين الفساد الحقيقي والفساد الانطباعي الذي يعني عند الناس أن كل مسؤول تبوأ مركزا فاسدا وأضاف أنه أثناء ترؤسه لحكومته تم وضع مدونة سلوك تمنع كل وزير من العمل في مجال عمله لمدة سنه بعد خروجه من الوزارة، مؤكدا أن هناك ملاحقة حقيقية للفساد ولكن لا يجوز التشهير بالناس بحجة الفساد، وأي فاسد يثبت فساده يجب أن تقطع يده. ( الغد)