مجلس الاعيان// مديرية الاعلام والاتصال- قلة ممن تولوا زمام المسؤولية في الاردن بحجم، ورفعة دولة الرئيس فيصل الفايز، ويحملون سمات الاردنيين الطيبة المزروعة في روح هذه البلاد، وهو الذي تعود عليه كل الاردنيين بطلاقة الوجه وعفويته المحببة لدى العامة. وحيث لم تغير بوصلة قلبه كل المناصب التي تقلدها، والمسؤوليات التي انيطت به، وبقي الاردني الانموذج في الخير. وكان قاسماً مشتركاً في العمل الوطني فلم يفرق بين سلطة ومعارضة وطنية رغم شدة ولائه للنظام السياسي، ذلك ان المعارضة يؤسسها الدستور نفسه الذي كفل الحقوق والحريات العامة تماما كما يؤسس لمؤسسات الحكم الدستورية.

وتسامى فيصل الفايز عن امراض السلطة وفوقيتها. وكان الاقرب الى الناس وعنوانا من عناوين وحدتهم، و عبر عن منظومة قيمية رائدة فلم يكن متقلبا حسب المواقع، ففيصل الفايز هو نفسه في السلطة وخارجها ، ولم تكن تبعده السلطة عن الناس او يتحول الى متحرش بها، وهو خارجها. وكان وسطيا في طرحه السياسي يقف مع مؤسسات الدولة والقانون، ويتفهم خطاب المعارضة النابع من معاناة الناس، وبحثهم عن حقهم في العيش الكريم، ولذلك كان قناة الاتصال مع المعارضة في عز الازمات ، ولم يكن ليختلف السياسيون حوله، وكان رمزا من رموز الوحدة الوطنية بامتياز.

واليوم يسجل فيصل الفايز سابقة في الترفع عن مقاضاة الاردنيين، ويسقط حقه طوعا ، وانا اجزم ومن واقع معرفة قريبة به ان هذا العفو اراحه هو ، وخلص روحه مما لا تقوى عليه من اذية الاردنيين، واعاده الى طبيعته كأخ واب للجميع، وهذه سمته ، وانما كان موقفه للفت النظر الى ضرورة مراعاة القانون عند ممارسة حرية التعبير عن الرأي، وعدم اغتيال الاردنيين بالتهم التي تلقى جزافا، وليتم التنويه الى مسؤولية الكلمة، وضرورة مراعاة القانون والوقوف عند الوازع الخلقي عند ممارسة الحريات العامة. 

وانا التقيته على خلفية تلك الحادثة، وما جرى من اتهامات مفبركة بحقه، وعدم مراعاة لسجله السياسي المعتبر، ولمست حجم المرارة في نفسه وتمنياته بان يرتقي التخاطب عبر الفيس بوك الى المصلحة العامة، والى المستوى الثقافي الراقي للأردنيين. 

واشار الى اننا نختلف بالضرورة على خلفية توجهاتنا الفكرية والسياسية، وهنالك حيوية بالاختلاف ، وان تكون الدولة مسرحاً لوجهات النظر المختلفة حول السياسات العامة ، وذلك تبعا لحرية التعبير المصانة دستوريا، غير اننا لدينا اصولا تحكمنا في الحوار والتخاطب.

اذكر انه قال لي متألما " هل يعقل انني ابيع ارضي التي ورثتها عن ابائي واجدادي لأتدبر شؤوني، واتهم فوق ذلك ، وانا لا شركات عندي، وليس سوى ميراث الاباء والاجداد، وانا احد الورثة فيه". جفرا