أكد اعيان وخبراء محليون ومنظمات مجتمع مدني أن الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري تضاهي الخدمات المقدمة للمواطنين الأردنيين.

وطالبوا المجتمع الدولي ، عقب زيارة قاموا بها الخميس إلى المخيم بتنسيق من منظمة النهضة العربية وبالتعاون مع مؤسسة درة المنال، بتقديم الدعم للأردن لضمان استمرارية الخدمات المقدمة للاجئين ودعم للمجتمعات المستضيفة، لافتين إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة.

واطلع الوفد على إنجازات الحكومة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين حول ما يتعلق بالاستجابة لأزمة اللجوء السوري، وما حققته من نجاحات وتطويع الخدمات القانونية لضمان حماية اللاجئين وسيادة القانون والتعليمات لما فيه ضمانات لأهم حقوق اللاجئين والمجتمع المضيف.

مدير المخيم العقيد ذوقان عبيدات اطلع الوفد الزائر على ابرز التحديات التي كانت تواجه الإدارة خصوصاً الوثائق الثبوتية التي تتعلق بحياة اللاجئين من زواجات وولادات وتوفير الخدمات الأخرى.

ولفت عبيدات إلى ان المخيم تأسس في شهر تموز عام 2012 ويسكن فيه حاليا 80 الف نسمة، ويوجد به 29 مدرسة تضم 22 الف طالب وطالبة ويعمل فيها اكثر من الف معلم اردني وسوري.

وأضاف انه يوجد في المخيم مستشفيات، ومركز امني كامل وتحول القضايا التي يوجد فيها اطراف متضررة الى محاكم الصلح ويوجد اقسام للمخدرات والبحث الجنائي والامن الوقائي في المركز الامني الموجود في المخيم.

ونوه إلى أهمية الخطوة التي قامت بها الحكومة بإيجاد محكمة شرعية اسست عام 2014 حيث ساهمت بتوثيق عدد كبير من عقود الزواج لحفظ حقوق الاطفال والنساء.

كبير منسقي مخيم الزعتري في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هاشم شريف، ثمن تعاون الحكومة الأردنية في دعم قطاع الحماية للاجئين وتسهيل تقديم الخدمات لهم.

وأشار إلى ان الحكومة بذلت جهودا كبيرة في استقبال اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن المفوضية وبالتعاون مع ادارة المخيم تقدم النصح للاجئين الذين يرغبون العودة بالانتظار لحين ضمان الاستقرار في سوريا حفاظا على حياتهم.

وأشار الى أن المحكمة الشرعية التي أنشأها الأردن هي التجربة الأولى والوحيدة عالمياً وتعد تجربة ناجحة بكل المقاييس رغم كل التحديات، مؤكدا ان تفهم الحكومة والإعفاءات التي قدمتها ومهنية الكادر القانوني العامل وتعاون القضاة العاملين بالمحكمة كان له أكبر الأثر في استقرار الخدمات وتطويرها واعتبارها تجربة رائدة تحسب للاستجابة الإنسانية بالأردن.

مقررة لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الاعيان ،العين سوسن المجالي، قالت ان الأردن بذل جهودا كبيرة مع الشركاء الدوليين لتقديم خدمات متنوعة للاجئين لتأمين حياة كريمة لهم.

واشارت المجالي الى انها لمست خلال زيارتها تميز الخدمات المقدمة للاجئين ومن بينها الخدمات القانونية والصحية وتوفير محكمة شرعية، بالاضافة إلى قسم للاحداث وحماية الاسرة وتوفيرها في مكان واحد للتسهيل على اللاجئين.

ودعت المجتمع الدولي إلى دعم الأردن لضمان استدامة الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في ظل معاناة الأردن من ضائقة مالية. 

بدورها قالت مقررة لجنة المرأة في مجلس الاعيان ،العين فداء الحمود :» ثبت لي من الزيارة أن التقارير الدولية ومؤسسات المجتمع لا نستطيع ان نحكم عليها الا بعد زيارة المخيم على ارض الواقع».

وأشارت إلى أنه تبين لها في الزيارة الميدانية ان الحكومة الأردنية والامم المتحدة يعاملان اللاجئين اسوة بالمواطن المستقر حفاظا على كرامته، لافتة إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها الأمن العام والمحكمة الشرعية في التوفيق بين الجانب الانساني والجانب القانوني والعمل الاحترافي من اجل خدمة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري.

المديرة التنفيذية لمنطمة النهضة العربية سمر محارب قالت :» تنبع أهمية ترتيب هذه الزيارات للمسؤولين الأردنيين ومنظمات المجتمع المدني لمشاركتهم بأهم التحديات والانجازات التي تصدت لها المؤسسات الوطنية والدولية كاستجابة لأزمة اللجوء وتوفير خدمات الحماية الطارئة «.

وأضافت ان واقع هذه الاستجابة لا يمكن إدراك مدى تعقيدها إلا مع الاطلاع المباشر والتحدث مع الجهات المعنية بالميدان، والإلتقاء بالمنتفعين والمستهدفين بهذه البرامج.

واكدت محارب ان ما قدمته الحكومة الأردنية بمساعدة للمفوضية السامية بالجانب القانوني والقضائي يعد خبرة نادرة وإنجاز نفخر به كان هدفه من البداية حماية كرامة اللاجئ والمستضعفين في مجتمعنا إجمالا، مشددة على ضرورة ان يطلع على هذه الجهود جميع المسؤولين لعكسها في المؤتمرات والمحافل الدولية.

المديرة التنفيذية لمنظمة درة المنال منال الوزني، أكدت ان المنظمة تتابع وضع المخيم منذ البدايات، مشيرة إلى أن الخدمات المقدمة اليوم للاجئين السوريين متميزة وتضاهي الخدمات المقدمة للمواطن الأردني.

ودعت المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم للأردن لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين ، لافتة إلى أن الأردن يحمل عبئا كبيرا لتأمين حياة كريمة لهم. الرأي