مجلس الأعيان // مديرية الشؤون الإعلامية– قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، ان الربيع العربي حرك المياه الراكدة في كل المجتمعات العربية وأبرز الى العلن كل المظالم والشكاوى، مشيرا انه أوضح عناصر الاختلاف والتناقض في المجتمعات.
وأضاف الروابدة في محاضرة له في جامعة البترا،امس حضرها رئيس الجامعة الدكتور عدنان بدران ونائب الرئيس واعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، أن انفجاراته انتشرت كما النار في الهشيم، وانتقلت من دولة الى اخرى وكانت شاملة وعامة، مشيرا انها كانت عفوية وكانت عبارة عن انقلابات دون عسكر، وهي حالة نادرة، وكانت الحركات جماهيرية حاشدة دون أن يكون وراءها تنظيم حزبي، وأن هذه الحركات كانت شبابية بامتياز يقودها ناشطون غير مؤدلجين، وهي قيادات جديدة من رحم الشعب ولم تكن من نخبة سياسية أو اقتصادية ولم يجمعها تنظيم واحد. وبيّن أن الحراكيين في هذه الثورات اعتمدوا على الإعلام الجديد الذي أبدعته ثورة الاتصالات، واعتمدوا شبكات التواصل الاجتماعي جميعها وهي التي قادت حراكاتهم وتجمعاتهم دون تنظيم مسبق أو رقابة او حتى عناء، مشيرا إلى أن الميدان الرئيسي لانفجارات الربيع العربي كان في الأنظمة التي قامت نتيجة انقلابات عسكرية ادعى الحزبيون المنظرون لها أن هدفها سرعة الاصلاح والتغيير وإطلاق الحريات والديمقراطية. وأشار الروابدة إلى أننا في الأردن استبقنا الربيع العربي وواكبناه، وكان لدينا حراك شعبي سلمي ذا أثر فعال رغم محدوديته النسبية، موضحا ان الطريق ما زال طويلا وما زلنا بحاجة الى برامج وطنية قابلة للتنفيذ وعدم الاكتفاء بالشعارات.
وأضاف ان الاصلاح ضرورة وطنية مستمرة لا تقتصر على وقت بعينه، منوّها الى انه عملية تدرجية والسبب في ذلك التدرج هو ضمان القدرة المجتمعية على استيعاب التغيرات وضمان القدرة على الاسهام في تغيير المستقرات من العادات والمفاهيم والقيم الوضعية.
وقال ان مرتكزات الاصلاح في الأردن هي ارادة سياسية ظاهرة ومعلنة وقناعة مجتمعية حول قاسم مشترك يحدده الحوار الوطني وقدرة ادارية وسياسية على ترجمة اهداف الاصلاح الى واقع معاش، معتبرا ان انجازات الاصلاح في الأردن كبيرة ومتميزة وإن كانت لم تكتمل بعد،أهمها: التعديل الدستوري والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات وادارتها، ما جعل السلطات تحت المجهر وتعمل في النور وخاضعة للتقييم.
وفي نهاية محاضرته، دعا الروابدة الشباب الى المشاركة في بناء وطنهم من خلال دورهم وانجازاتهم واهتمامهم بقضاياه وهمومه عبر الحوار الهادف الذي يوصل الى التوافق الوطني دون اقصاء او تهميش او استرضاء، مؤكدا الحاجة الى حوار هدفه الوصول الى القواسم المشتركة وتحديد نقاط التوافق وحسمها ونقاط الاختلاف والاستمرار في مناقشتها ووضع برامج وطنية واقعية قابلة للتنفيذ تستقطب رضا اكثرية المواطنين.( بترا)