مجلس الاعيان// مديرية الشؤن الإعلامية- ملك يوسف التل - هل يمكن العثورعلى سياسي أردني واحد لديه الجرأة أو المزاج أو قدرة التحكّم بلسانه بحيث يكتفي بالحديث «بعيداً عن السياسة»وفي هذا الوقت بالذات؟ نقصد في فصل «الربيع العربي « الذي أصبح فيه كل شيء سياسة، وسياسة تعوم في فائض الشك ونكهات الريبة ومحفزات رفع الصوت.
في السنوات الماضية وحتى فترة غير بعيدة ،كان الحديث «بعيداً عن السياسة «مغرياً وممتعاً للسياسيين المحترفين. فما يعرفونه ويجهله الشارع، هو أكثر بكثير مما يودّون الخوض فيه. الآن تغير الوضع واختلطت بعض الاشارات الحمراء بالصفراء بالخضراء.. حديث السياسي «بعيداً فعلاً عن السياسة» بات وكأنه تهمة بالغياب عن الصورة أو انعدام الموقف أو شبهة بجفاف الذاكرة .
ذوات سبق وتحدثوا «بعيداً عن السياسة « وكانوا ممتعين في سردهم الهادئ، اختلفت نبرة الكثيرين منهم هذه المرّة. حديثهم أضحى أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل التي وإن كان عمرها أكثر من خمسين سنة إلا أنها تأتي موصولة بالذي نراه الآن ويفاجئنا .
الحكي «هذه المرة « له ميزة أخرى. فهو يكشف أن العديد من رجالات الدولة الذين لم نكن نرى منهم سوى صفحة التجهم واليباس، هم بعد التقاعد أصحاب بديهة رائقة وتسعفهم النكتة عندما تحرجهم الأسئلة.
من يريد أن يعرف لماذا وكيف تتعرقل جهود الإصلاح الراهنة فانه سيسمع من دولة طاهر المصري ذكريات من مطالع تسعينيات القرن الماضي تضيء على الذي يحصل الآن، وقد تمتد إضاءاتها على الحكومة الأولى التي ستعقب الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستشهد – كما هو متوقع – تغييرات ملفتة في تشكيلات السلطتين التشريعية والتنفيذية.
أبو نشأت يستذكر في الحلقة التالية أن رغبة جلالة الحسين كانت واضحة في الاصلاح والتغيير لكسر العزلة التي وقع بها الأردن بعد احتلال الكويت، ولاستيعاب تداعيات هبة نيسان.
وضع جلالته يرحمه الله كتاب تكليف مطول لطاهر المصري يتضمن - لمن يقرأه الآن - صورة تفصيلية لمفهوم الإصلاح الذي بدأه الحسين بتقديم رجالات الصف الثاني. كان معروفاً سلفاً للحسين ولطاهر المصري أن الحكومة الإصلاحية ستواجه الزوابع، وفعلاً حصل. التفاصيل التي يوردها أبو نشأت تتضمن معلومات تنشر لأول مرة ليس فقط عن أسباب الرفض المكرر من طرف جلالته للاستقالة ثم القبول بها وتقديرها كفداء للحفاظ على البرلمان والديمقراطية. كذلك يعرض ابونشأت هنا – وللمرة الأولى أيضا - تفاصيل عن الرسالة التحذيرية التي حملها دولته من العاهل المغربي إلى الحسين فأدمعت عينيه وهو يضطر لدخول مفاوضات السلام ومؤتمر مدريد.
كيف استطعت ان تواءم بين مسؤولياتك كوزير للخارجية في مرحلة مفاوضات مؤتمر مدريد، وبين قناعاتك الشخصية التي يعتقد الكثيرون أنها لم تكن تتطابق مع مجريات المفاوضات؟
بدأت مفاوضات مؤتمر مدريد في كانون الثاني من عام 1992. أيامها ذهبت إلى طهران لأول مرة والتقيت مع القيادات النظامية ثم ذهبت في زيارة إلى المغرب العربي، وكانت آخر محطة لي في زيارة المغرب هي الرباط حيث التقيت الملك الحسن الثاني. قال لي: «معالي الوزير»، الدنيا تغيرت، ووضع الأردن أصبح بالذي ترونه خارج إطار كل التحالفات فأنتم لوحدكم في الأردن ومتمسكون بعقد مؤتمر دولي للموضوع الفلسطيني، وهذا لن يتم نهائياً. و أضاف قائلا: الأميركان قدموا مشروعهم وسوف يسير، فلا تجعلوا قطار الحل يفوتكم، اركبوه وإلا ستبقون على الرصيف لوحدكم.. وأضاف ان جلالة الملك سيذهب إلى باريس.. فأخبرت الملك الحسن الثاني بأنني الليلة سألتحق بجلالته، وطلب مني بان أبلغ الحسين الرسالة «حيث ان الأمريكان ينتظرون قراراً منكم حول المؤتمر الدولي». وأضاف ان الملك الحسين سيرى ميتيران الذي يتوقع من الملك تغيير موقفه. هذا ما قاله لي ملك المغرب وكان كلاماً خطيراً جداً. وعندما وصلت باريس والتقيت بجلالة الحسين أخبرته برسالة الملك الحسن الثاني. جلالته «فهم الطابق» بشكل سريع جداً ودمعت عيناه وقال: توكلنا على الله، غداً سنقابل معاً الرئيس ميتيران. وتم ذلك حيث كان معه وزير خارجيته في الإيليزيه وأبدى جلالته الاستعداد للتعاون والتفاهم، ففهم ميتيران الرسالة وأبلغ الأميركان في الحال. ولأول مرة بعد غياب طويل جاء جيمس بيكر إلى الأردن بزياة ضمن جولاته للتحضير لمؤتمر مدريد وانطلق قطار مدريد بوجود الأردن.
يشكل اطلاق البوابة الالكترونية (الموقع الالكتروني) لمجلس الاعيان ، انطلاقة جديدة ، وخطوة من خطوات الاصلاح والتطوير الشامل ، التي نعمل عليها ، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور
يتألف المكتب الدائم لمجلس الأعيان من الرئيس ونائبيه ومساعديه ، حيث يتم انتخاب نائبي الرئيس ومساعديه لمدة سنتين