الرئيسية

الرئيسية
Printer-friendly versionPDF version

كلمة
طاهر المصري
رئيس مجلس الأعيان

بمناسبة

" الاحتفال بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية"

عمان في 25 /5/2013
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الجلالهْ ، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم
صاحبة الجلالة ، الملكهْ رانيا العبدالله المعظمة
صاحب السمو الملكي ، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، ولي العهد المعظم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أتشرف إبتداءً ، بأن أتقدم من مقام جلالتكم ، ومن شعبنا العربي الأردني ، باسم مجلس الأعيان ، بأحر التهاني ، وأطيب التبريكات ، بمناسبة عيد استقلال الوطن ، وأن أترحم في هذا المقام الجليل ، على أرواح ملوكنا الهاشميين البررة ، الذين قادوا ركب الأحرار لصنع الاستقلال ، وصونه ، في زمن إقليمي دولي صعب . فكانـوا جميعاً ، رفعة في الوطنية وبعد النظر ، وسمّـــواً في الفكر والتجربـهْ ، والنزاهة ونبـل الغاية ، حيـــث لا تعصب يعمي الأبصار عن جادة الحق ، ولا جهوية تجنح بالمسيرهْ ، عن هدفها الأسمى ، ولا شللية تقزم الأوطان ، وإنما مسيرة جادة صارمة ، تتوهـــج صدقاً وأصالهْ ، وعروبة وعقيدهْ ، لا شطط فيها ولا تطرف . وبهذا ، وعلى هذا ، حقق ملوكنا وأجدادنـــا ، الاستقــلال وصانوه . فلهــــم الرحمة جميعاً ، وعليهـــم رضوان من الله ، جلَّ في عُلاه .
صاحب الجلالة،،،
مناسبة الاستقلال هذا العام ، ليست كسابقاتها . فنحن اليوم ، على أبواب تجديد جذري ، في مجالات عـــديده من حياتنــا ، وعلى أبواب تحولات سياسية عميقهْ ، وبعيدة المدى ، تؤدي إلى إعادة رسم تحالفات جديده في الإقليم . ومن واجبنا ، نحن ورثة الاستقلال ، أن نحفظ للاستقلال شروطه ومقوماته . فلم يعد مفهوم الاستقلال قائماً على التخلص من التبعية الأجنبية فقط ، ولا على التقوقع داخل الحدود ، بل صار يعني القدرة على التأثير في العالم ، والقدرة علـى التأثر كــــذلك ، في نســــق يجنـــي العوائــد والفوائــــد ، لا المشكلات والصراعات ، وبمـــا لا يجافــــي الثوابت في حياة الشعوب ، وفي الطليعـــــة منها ، الهويــــات الوطنية الجامعة . والاستقلال الناجز ، هو ذلك الواقع الذي يؤهل الشعوب ، لأن تكون صاحبة الخيار في أوطانها . وهي لن تكون كذلك ، إلا إذا كان التوافق الوطني الداخلي ، هو هاجسها وبوصلتها ، في سائر الشؤون الأساسية من حياتها .
والتوافق الوطني الذي أعني ، هو العتبة الأولى والاهم ، نحو الإنجاز الذي يوفر حياة كريمة للشعوب ، وهو منجز طبيعي يتحقق وبالفطرة ، عندما تتجسد شروطه على أرض الواقع ، وفي مقدمتها ، سيادة قيم العدل والمساواة والحرية ، وصون حرمة الدستور والقانون ، باعتبارها حاضنة البيئة النظيفة ، التي تفرز استقراراً نفسياً وأمنياً.
صاحب الجلالة ،،،،
إن الأمثلة على أهمية التوافق الوطني ، كشرط للأمن والسلامهْ ، والقدرة على مقاربة الإنجـــاز ، كثيـرة في عالمنا اليوم ، وشواهـــــد مخرجات الربيع العربـــي وتداعياتــــه ، هي دليل واضح على ذلك ، وبرهان فاعل على رسوخ هذا الثابت . فبعد أن كانت إرادة المواطن العربي ، تتمحــور حول التحرر من قــوى الظلم والاستبـــداد ، اختلـــط هذا المفهـوم والهدف النبيل ، وتشظـــى الناس في الوطن العربي ، إلى مذاهــب وشيع ، وهويات جانبية تتصارع ، ولسوء الحـــظ ، باسم الربيع الذي يحرم العــــــرب من قطف ثماره ، جراء ذلك الانقسام ، وذهـــــــبت الغنيمة لغير العرب . عندها اكتشـــــــف الكثيرون منا ، أن حديث بعض الأنظمة عن التوافق الوطني ، داخل حـــدود هذا القطـــــر أو ذاك ، ما هــــو إلا مجــــرد شعارات لا وجود لها ، لا في القلـــوب ، أو العقول ، أو حتى الضمائر.
وعليه ، وفي إطار هذا الواقع المرير في دنيا العرب ، فلست أرى أمامنا في الأردن العزيز ، إلا أن نعظم مفهوم التوافق الوطني الشامل ، ولا عذر لأي جهة أو فئة أو فرد ، في مجافاة هذا المبدأ العظيم . والأردنيون جميعاً ، ومن كل المشارب والأطياف ، مطالبون اليوم ، دينياً ووطنياً وعروبياً وإنسانياً ، بصون سلامة النسيج الاجتماعي الموحد . ولن يتنكر لذلك ، مواطن أردني لديه حرص ، على سلامة وقوة هذا الوطن العتيد ، والدولة بكافة هيئاتها الرسمية ، مطالبة بتنظيم وتعزيز هذه القيمة العظيمة أصلاً ، في بلد يفخر شعبه ، بأنه الأبعد عن مثالب الطائفية البغيضه ، ولن ينجر وراءها ، تحــــت تأثير حادثٍ مؤســــفٍ ومرفوض ، هنا أو هناك .
صاحب الجلالة،،،
نعم ، هذا هو الوقت الذي يجب أن نتحرك فيه ، لنوحد صفوفنا ، وهي مسؤولية جماعية ، نتشارك فيها ، قيادةً وشعباً ومؤسسات . والوحدة هي بلا شك ، سبيلنا لصدِّ أي خطر أو عبث في الوطن والمستقبل ، فلقد بنينا الوطن جميعاً ، بالدم والعرق ، وأصبح لدينا الكثير من الإنجازات التي نعتز بها جميعاً . ونحن جميعاً شركاء فيه ، وفي إنجازاته ، وعلينا واجب حمايته . كما علينا واستناداً إلى دورنا القومي المشرف ، أن نكون عوناً لأمتنا ، وللشعب الفلسطيني الشقيق ، حتى يستعيد حقه المغتصب ، ويقيم دولته المستقلة ، على ثرى آبائه وأجداده ، هناك في فلسطين ، النازف جرحها ، وجرح شعبها ، منذ عقود وعقود . وحق العودة إليها ، حق مقدس ، لا يملك أحد حق التنازل ، أو المساومة فيه . وهو حق لا تعارض بينه وبين حقوق المواطنة ، على هـــذه الأرض المباركة ، وعيوننـــا لا بد وأن تبقى مفتوحـة صوب فلسطين ، فحقنا جميعاً ، هو هناك عند الغاصب المحتل .

صاحب الجلالهْ ،،،
الحضور الكرام ،،،
كل مشكلاتنا قابلة للحــل ، إن نحن واجهناها بشجاعة ، وتحللنـا من كثير من هواجسنا ، وإن أدرنا أزماتنا بحكمة وعمق ، وكنا نحن المؤثرين ، لا مجــرد متأثرين . عندما يكون الدستور هو هادينا ، وعندمــــا يكون القانون للجميع . وعلى الجميع ، لأن الدولة فــــوق الجميع ، وعندما تكون وحدتنا الوطنية ، أصلب من أن تنكــسر لا قدر الله ، وعندما تكون الهوية الوطنية الأردنية ، هي مظلتنا على قواعد العدل والحرية والتكافؤ ، وسيادة القانون ، فالأردن الغالـي ، وطن مستقل بهويته الوطنية الأردنية ، وهو ليس وطنا بديلا لأحد ، ولن يكون .
وفي السياق ، فلا أحد منا ، يريد أن يـرى المجتمـع يعمل ضد نفسه ، لا سمح الله ، خاصة ونحن نلمس جميعاً ، انتشار ظاهرة العنف المجتمعي ، بكافة ألوانه ، وانتشار ثقافة التعصب ، وتراجع اللجوء إلى الحوار المتسامح المسؤول ، بعقول وقلوب صافيه ، وهذا أمرٌ يؤذي نسيجنا الاجتماعي الطيب ، وهو قد يتزايد ، إن نحن تركناه دون بحث ومعالجة ، ووجد من يغذيه من خارج الحدود . ولا شك أبداً ، في أن تراجع مفهوم الدولهْ ، لصالح الولاءات الضيقة ، أمرٌ غاية في الخطورة ، نرى آثاره في الصراعات التي يشهدها ، السوارُ الملتهب المحيط بنا ، واستخلاص العبر أمر ضروري ، فالتاريخ ، هو حقاً أعظم أستاذ .
صاحب الجلالة ،،،
لقد حقق الأردن في عهد جلالتكم ، إصلاحات واسعة مبشرة ، وأنتم قائد الإصلاح وراعيه ، ويقيناً ، فإن الحكمة والظروف الداخلية والإقليمية والدولية ، تدعونا وفي كل لحظه ، إلى مواصلة الإصلاح المتدرج الواعي ، ونحن قادرون بعون الله ، ثم بقيادة جلالتكم ، على تخطي العقبات ، ومواجهــــة المشكلات بشجاعــة وحكمة ، لنكرس كل القيم النبيلة ، في خدمة الوطن والمواطن .
حفظ الله الأردن ، وبارك استقلاله ، وحفظ الله جلالة قائد الوطن المفدى ، وأدام نهج الإصلاح الوطني ، وبارك الله مسيرة شعبنا الواحد ، والتحية لجيشنا العربي الأردني ، بكل قطاعاته ، وهو درع الوطن وسياجه ، والتحية لكل من أسهم في انتزاع الاستقلال وحمايته ، ومعاً بإذن الله ، نبني أردن الغد ، الذي به نزهو أكثر ، فأكثر .

قال تعالى :
" وقل إعملوا ، فسيرى اللهُ عملكمْ ورسولهُ والمؤمنون "
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طاهر المصري

كلمة رئيس المجلس

يشكل اطلاق البوابة الالكترونية (الموقع الالكتروني) لمجلس الاعيان ، انطلاقة جديدة ، وخطوة من خطوات الاصلاح والتطوير الشامل ، التي نعمل عليها ، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور

اقرأ المزيد

المكتب الدائم

يتألف المكتب الدائم لمجلس الأعيان من الرئيس ونائبيه ومساعديه ، حيث يتم انتخاب نائبي الرئيس ومساعديه لمدة سنتين

اقرأ المزيد

الخطة الوطنية الشاملة لحقوق الإنسان

2016 - 2025