مجلس الأعيان // مديرية الإعلام والإتصال –– قال رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة ان الأمة العربية تمر حاليا بأخطر مراحلها وان هذه المرحلة لم يشهد تاريخ الامة لها مثيل حيث سقط فيها النظام العربي وانهارت دول وتمزقت شعوب وتفجرت مجتمعات .
واضاف خلال محاضرة له القاها في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية بعنوان« المواطنة» حضرها حشد من نواب المحافظة وفعاليات سياسية وحزبية واجتماعية واقتصادية ، ان هذا الوطن بني للاجيال القادمة وأسس على أسس عروبية وقومية ، داعيا الأجيال الصاعدة الى قراءة ما كتب من تاريخ هذا الوطن .
مؤكدا ان تاريخ الاردن الحديث لم يكتب بعد وانه يعمل حاليا على كتابة التاريخ الاردني ليكون وثيقة للاجيال القادمة لتعرف ما بذله الآباء والأجداد بقيادة الملوك الهواشم لبناء وطن لكل العرب وانه اليوم وكما كان في الأمس الحضن الدافئ لكل هارب بدمه ودينيه وماله وعرضه ، مشيرا ان الاردنيين لم يكونوا في يوم من الايام اقليميين في حين ان العرب مارسوا الاقليمية في كل اقطارهم.
واستعرض الروابدة اهم عناصر شرعية هذا الوطن والتي تمثلت بالنسب الى العترة النبوية الهاشمية ، وقال ان الامة لا تسلم قيادتها طوعا الا لهذا البيت من قريش والعنصر الثاني ارث الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي لتحرير العرب واقامة دولتهم الموحدة .
وبين الروابدة انه من العام 1921 وحتى 1955 لم يراس الحكومات الاردنية اي اردني وان اكثر من 70% ممن تسلموا المناصب الوزارية والادارات المختلفة في الحكومات اضافة الى مختلف المناصب الادارية والتعليمية وغيرها هم من العرب.
وقال الروابدة انه حتى مؤسسته العسكرية حملت اسم الجيش العربي بخلاف غيرها من المؤسسات العسكرية العربية اضافة الى اجهزتنا الامنية ظلت منضبطة في الدستور وابتعدت عن السياسة وظل الاردنيين امنين مطمئنين ان رجال ونساء قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية المنضبطين لنصوص الدستور قادرين على حماية هذا الوطن .
وقال الروابدة: إننا في الاردن لم نكن نحتفل باعيادنا الوطنية وكنا نحتفل بكل الاعياد باستثناء اعياد الاردن ، معتبرا ان تقديم الولاء السياسي لاي جهة خارج الوطن تتنافى مع المواطنة الحقة ، مؤكدا ان علينا الاعتزاز بهذا الوطن ومنحه الحقوق والواجبات اتجاهه ومن ثم الادعاء باننا نمارس الوطنية بمسارها الصحيح .
وقال: إن الاردني هو كل من يقول انه اردني وانه لا يوجد على الارض الاردنية فلسطينيون باستثناء ابناء غزة في مخيمهم ، موضحا ان المواطنة تتحدث عن واجبات تقع على عاتق المواطن تقابلها حقوق اولها الانتماء للوطن والاعتزاز به وبهويته وموروثه الحضاري واللغوي والعادات والمبادئ والقيم والحفاظ على سيادته واستقلاله والمشاركة في بنائه ولا يجوز مقاطعة كافة النشاطات السياسية بحجج او باخرى وان من يريد التغيير عليه ان يكون مشاركا للعملية الاصلاحية التدريجية .
مؤكدا ان القناعة بوجود هوية جامعة يؤمن بها الجميع ويغلبها على الهويات الفرعية هي سر القوة والتمتين الداخلي الذي تمكنا من خلاله مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية والتي هي بالاساس متواجدة وجاهزة للاختراق ان وجدت فئاتها المختلفة .
وقال: إن عوامل الضعف الداخلي نسميها بالتحديات لنتمكن من مواجهتها .
واستطرد الروابدة قائلا ان الوطن حين يصبح بهوية واحدة يكون اقوى وان الهويات الفرعية هي مصدر اعتزاز من حيث العرق او الدين او الثقافة لكنها ليست مدعاة للتطرف وليست عنصر اطفاء او تهميش موضحا ان الديمقراطية تختلف من حيث التطبيق من دولة الى اخرى لاختلاف الحاجات والمعتقدات واننا في الاردن علينا صنع ديمقراطيتنا التي نريدها لنرسم النموذج الامثل لهذه المنطقة ليحقق مصالحنا ورغباتنا مع مراعاة مكنوناتنا الثقافية وقيمنا الدينية .
وقال الروابدة: إن التسامح سمة من سمات النظام السياسي الاردني الذي كان دائما يعلن العفو ويسمح عن ما انحرفت مساراته باتجاه الطريق الخطأ من ابنائه وان هذه السمة مكنت الاردن من احترام هؤلاء الذين خرجوا عن الخط ووضعهم في مراكز مكنتهم من الاطلاع على الية اتخاذ القرار وتداعياته واتاحت لهم هذه السمة المساهمة في بناء الاردن فكانوا له ابناء بررة .
مشيرا الى ان هذه السمة لم تكن حصرا على ابناء الوطن بل شلمت الامة العربية باسرها فرغم المؤامرات التي تعرض له الاردن وادى الى استشهاد رؤساء وزارات اردنية وتفجير مؤسسات واستشهاد عدد من ابناء الوطن لم يحقد الاردن على من ارتكب هذه الاعمال بحقة بل سما فوق جراحه وكان دائما لامته .
مشيرا إلى أن هذه السياسة الحكيمة والراشدة التي انتهجتها قيادة الاردن جعلته اكثر قوة ومناعة وصلابة وبتنا نرى نقدا غاضبا لكننا لا نرى حاقدا على هذا الوطن الذي صنعناه شامة على عين الزمن .
واستعرض الروابدة اهم ما حققته سمة وشرعية الانجاز ، وقال: إن الشرعيات للانظمة مختلفة فمنها شرعية تاريخية او جغرافية او مالية في حين ان الاردن وقيادته يستمدون شرعيتهم من الانتساب الى بيت النبوة والى التاريخ وشرعية الانجاز الذي استطاع الملوك الهواشم ان يحققوا في اقل من قرن من الزمن معجزة يشهد لها العالم بعد ان استثمر بالانسان تعليما وصحة واصبح منارة علم ومقصد امن وامان .
وقال الروابدة: إن كل ذلك لم يشغل الاردنيين عن همهم الاول قضيتهم الاولى قضية فلسطين فكان ان تداعوا عام 1920 الى مؤتمر في بلدة قم في محافظة اربد تمخض عنه تسيير سرايا المجاهدين للدفاع عن عروبة فلسطين واهلها فكان اول شهيد عربي على ارض فلسطين يسقط من اجل قضيتها وعروبتها الشيخ كايد مفلح العبيدات وان مسيرة الشهداء استمرت حتى يومنا هذا .
مؤكدا ان المجتمع الاردني كغيره من المجتمعات فيه الكثير من التنوعات والتشكلات غير انه مجتمع قوي صلب ترعان ما يلتف على نفسه ليشكل وحدة وطنية وان ما حدث قبل عدة اشهر عند استشهاد الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة يظهر حقيقة ومعدن الاردنيين على اختلاف مذاهبهم الدينية ومشاربهم السياسية .
وكان مدير عام مستشفى الملك المؤسس الدكتور ابراهيم بني هاني قد ألقى كلمة استعرض فيها تاريخ نشاة المستشفى وتطوره ولمسات الروابدة في اظهار هذا الصرح العلمي الطبي الكبير.
مشيرا الى ان المستشفى يعاني حاليا من جملة تحديات اهمها تراكم ما له من مديونية على مؤسسات الدولة التي حالت دون تمكنه من سداد مديونيته للجهات الموردة للعلاجات والمستلزمات الطبية والمعدات وغيرها من الخدمات المساندة مما بات يشكل عائقا كبيرا امام قدرة المستشفى على الاستمرار في تقديم خدماته العلاجية للمواطنين في محافظات الشمال الاربعة ناهيك عن عجزه عن التطور خاصة في مجالات التحديث والتطوير المختلفة .
وكان رئيس نادي موظفي المستششفى محمد الناصر القى كلمة رحب فيها بالروابدة وقال ان الحضور يتطلعون لسماع قصة وطن بناه الاباء والاجداد تحتضنه القيادة الهاشمية وان دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة والمطل على المشهد السياسي الاردني قادر على ان يعطي ابناء الوطن تصورا عن ما يعانيه الوطن وتطلعاته واحلامه .
وفي نهاية المحاضرة دار نقاش موسع بين رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة تمحورت الاسئلة والمداخلات حول اهمية وكيفية الحفاظ على هذا الوطن عزيزا قويا ونبذ كل عناصر الفرقة والاختلاف والضعف ليظل هذا الاردن واحة امن وامان ينعم به ابناءه ويفيء اليه ابناء امته الى ما ضاقت بوجوههم الدنيا .
وبعد ذلك سلم مدير المستشفى ورئيس النادي الروابدة درعا تقديرا لجهوده في خدمة الوطن والملك كما قام الروابدة بتسليم عدد من الدروع التقديرية لمستحقيها. (الدستور)
يشكل اطلاق البوابة الالكترونية (الموقع الالكتروني) لمجلس الاعيان ، انطلاقة جديدة ، وخطوة من خطوات الاصلاح والتطوير الشامل ، التي نعمل عليها ، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور
يتألف المكتب الدائم لمجلس الأعيان من الرئيس ونائبيه ومساعديه ، حيث يتم انتخاب نائبي الرئيس ومساعديه لمدة سنتين