(1)
عمّانُ حاضنةُ الفُصحى، وما أْنَتَسبَتْ
إلاّ لــهـــا، وزَهَتْ إلاّ بأَهْــلــيــهــــا
فيا «هلا»، في كُرومِ الوَعْدِ - حاضِرِها
وفي حُقولِ الندَّى والسَّعْدِ – ماضيها
ويا «هلا»، في روابيها التي جَمَعَتْ
شَمْلَ العُـروبــةِ، من شَتّى نَــواحيــهــا
من مَشْرِقِ «اللُّغةِ الفُصحى»، لِمغْرِبها
ومن حـــواضــرها.. حــتّى بَــواديــهــا
لَوْ مَسَّ حرفاً بها، أو مَسَّ واحِدَهُمْ
سـوءٌ.. تَـصَـدَّت له غَضْبى مواضيها
كَمْ دونَ كِلْمتها أَعْطَتْ، وكَمْ بَذَلَتْ
مِنَ «الضّحايا»: دِفاعاً عِنْ مباديها
وما تَغَيَّرَ يوماً لَوْنُ أَعْيُنِها
ولا تَبَدَّل يوماً، نَبْضُ أَيديها!
ولم تَزَلْ سُفُنُ العُشّاقِ رائحةً
فيها.. وغاديةً تَشْدو شَواديها
ولم تَزَلْ للقوافي خيمة وَسِعَتْ
كُلَّ البُحورِ.. تُلبّي مَنْ يُناديها
يا شِعْرُ.. إنّا على عَهْدِ الوفاءِ لها
فَلْيْنطَلِقْ وَتَرُ النجَّوْى.. يُناجيها
ويا عُروبةُ، طوفي بين أضْلُعِها
فإنَّهُ عربيٌّ.. كُلُّ ما فيها!
(2)
لي فيكِ يا «عَمّانُ» حوريّاتُ
في القَلْبِ مَنْزِلُهُنَّ، ما غادَرْنَهُ مِنْ وَحْيِهِنّ تَجيئُني الكَلِماتُ
أبداً.. ولولاهُنَّ.. لا دَقّاتُ!
نَتَقاسمُ «الآهاتِ»، أَوَّلَ يومِنا
وتَظَلُّ – آخِرَ يومِنا – الآهاتُ!
والسِّرُّ: أَنَّكِ – وَحْدَكِ – الدُّنيا، فإنْ عَنّا.. وَبَوْحُ العاشقينَ صلاةُ وَيَبُحْنَ بالسِّرِّ الذي أَخْفَيْنَهُ
غاضَتْ سيولُكُ.. فاضَتِ العَبَراتُ!!
(3)
حينَ يَشْتَدُّ هُبوبُ الرّيحِ
وإذا ما صارَ جُرْحُ الأَرضِ أَكْبَرْ تَخْفِقُ الرّايةُ أَكْثَرْ فّوْقَ القِمَمِ..
زادَ دَفْقُ المَوْسمِ!!
الرأي