الزميلات والزملاء…
تحلّ على الوطن في أواخر الشهر الحالي مناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
إننا في مجلس الأعيان نرفع إلى جلالة مليكنا أسمى آيات التهاني والتبريك بهذه المناسبة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالته ويمتّعه بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد وقرة عين جلالته، مقدّرين عاليًا جهود جلالته الكبيرة ومساعيه المتواصلة من أجل رفعة الوطن وتقدّمه ومنعته.
كما نهنئ الإخوة المسيحيين في الوطن، وفي مجلسي الأعيان والنواب، بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، داعين المولى عز وجل أن يعيد هذه الأعياد على الجميع بالمحبة والسلام، وأن يكون العام الجديد عام خير وبركة على الأردن وقيادته الهاشمية المظفّرة، وأن تتحقق آمال الشعب الفلسطيني.
الزميلات والزملاء…
بعد أن أقرّ مجلس الأعيان مشروع قانون الموازنة العامة، فإننا في المجلس نعاهد مولانا جلالة الملك عبدالله الثاني بأننا لن ندّخر أي جهد ممكن يسهم في مواجهة تحدياتنا الاقتصادية، وسنبقى على الدوام سندًا لجلالته في سعيه المتواصل من أجل الغد الأفضل للأردن والأردنيين.
إن جلالة الملك عبدالله الثاني يدرك حجم التحديات الاقتصادية وتداعياتها، ولهذا أكّد جلالته على ضرورة تعاون الجميع من أجل تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، لمواصلة تحقيق النمو، وإقامة المشاريع الكبرى، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى معيشة المواطنين، فنحن كما قال جلالته:
«لا نملك رفاهية الوقت، ولا مجال للتراخي أو التراجع، فمسيرة التحديث ستمكّن الأردن من مواجهة تحدياته».
الزميلات والزملاء…
جميعنا يدرك أن الموازنة العامة جاءت في ظروف صعبة، نتيجة ما يجري في دول الإقليم والمنطقة، وما رتّبه هذا الواقع من تداعيات اقتصادية واجتماعية وأمنية، وأن استمرار هذه الظروف سيلقي علينا المزيد من الأعباء. ولهذا، على الحكومة تسريع عملية التحديث الاقتصادي، ووضع خطط لمواجهة تداعيات ما يجري حولنا، وتكريس سياسة الاعتماد على الذات، ومواصلة الانفتاح على المواطنين، ووضعهم في صورة حقيقة الظروف التي نمرّ بها.
إن واقعنا الاقتصادي يتطلب أيضًا بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، واتخاذ إجراءات حازمة لمحاربة الترهل الإداري والتجاوز على المال العام، وفتح أسواق جديدة أمام الصناعات والمنتجات الأردنية، وتفعيل النافذة الاستثمارية التي جاءت لتسهيل الإجراءات، وتقديم أفضل الخدمات الاستثمارية وتوحيدها إلكترونيًا.
الزميلات والزملاء…
إننا في مجلس الأعيان نتقدم بالشكر والعرفان للدول الشقيقة والصديقة التي قدّمت الدعم المالي والاقتصادي لنا، وندعوها إلى الاستمرار بالوقوف إلى جانبنا، لنتمكن من مواجهة تداعيات صراعات الإقليم والمنطقة وأثرها على اقتصادنا الوطني.
كما نبارك الجهود التي تقوم بها الحكومة، ونتمنى لدولة الأخ العزيز جعفر حسان وفريقه الوزاري التوفيق والنجاح في تحقيق المساعي الرامية إلى مواجهة تحدياتنا الاقتصادية، ونؤكد أننا سنعمل مع الحكومة بتشاركية حقيقية من أجل تسريع الإنجاز على كافة المسارات.
وأخيرًا، أؤكد أننا في الأردن بخير وسنبقى بخير، بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، ووعي شعبنا، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، وأن الصعوبات التي تواجهنا سنتجاوزها ونحن أكثر قوةً ورسوخًا.
شكرًا للجميع.