accessibility

كلمة رئيس مجلس الأعيان في انطلاق الدورة التدريبية البرلمانية حول مكافحة استخدام التقنيات لأغراض الإرهاب

السيدات والسادة ممثلي برلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط

السيدات والسادة ممثلي مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب

 الحضور الكريم... بداية اود ان أتقدم بالشكر للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، ومكتب برنامج المشاركة البرلمانية، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ووحدة الامن السيبراني والتقنيات الحديثة، لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومجلس الشورى في دولة قطر الشقيقة، على عقد هذه الورشة التدريبية الهامة.

اننا في مجلس الأعيان، نؤكد حرصنا الدائم، على التعاون مع الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بما يخدم اهدافنا وسعينا المشترك، لتحقيق الأمن والاستقرار لمجتمعنا الإنساني، وبما يمكننا كبرلمانيين وبرلمانات، من تسخير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، لخدمة قضايا التنمية المستدامة، والتصدي لقوى الإرهاب والتطرف، والنهوض بالقيم المشتركة بين الشعوب، بهدف ايجاد مجتمع انساني خال من العنف.

كما نتشرف بدعم تنظيم هذه الورشة، كأول نشاط تدريبي، ينظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب للبرلمانيين، واشير هنا، الى ان الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، قد تأسست في عمان قبل 20 عاما، لذلك يعد تنظيم هذا التدريب، في اطار رئاسة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، لآلية تنسيق الجمعيات البرلمانية التابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فرصة ذهبية ورمزية للغاية، كما يأتي متماشيا مع الاستراتيجية الوطنية ورؤية الأردن، ليصبح مركزا إقليميا لتعزيز الابتكار الرقمي والتكنولوجي، القائم على الاستخدام المنظم والأخلاقي، للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

الحضور الكريم... ان التطور الكبير في التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، كان له انعكاسات إيجابية على المجتمعات، فقد احدث تحولات إيجابية في مواجهة العديد، من التحديات الاقتصادية وقضايا التنمية، والقضايا المتعلقة بالتعليم والصحة والبحث العلمي، وشكل تطورها رافعة للنمو الاقتصادي، وعمل على زيادة الإنتاجية، وتحسين جودة الخدمات، وساعد من خلال تحليل البيانات، على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، في الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال تتبع مصادر الارهاب وهوية الإرهابيين.

لكن للأسف، فأن بعض الجهات والمنظمات الإرهابية، عملت على استغلال هذه التقنيات، وحولتها من أدوات لخدمة البشرية والسلم الدولي، الى أدوات قتل وتدمير وفوضى، وارتكبت بواسطتها أبشع الجرائم ومجازر الحرب، متجاوزة بذلك كافة القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية، حيث استخدمت طائرات الدرون، والحروب السيبرانية، كما استخدمت هذه الجهات والجماعات، أدوات التشفير والمنصات الالكترونية، لتنفيذ عملياتها الإرهابية، ونشر التطرف، وتجنيد الإرهابيين.

ومن هذا المنطلق تأتي أهمية الورشة التدريبية، لتمكين البرلمانات والهيئات التشريعية، من سد فجوات المعرفة والوعي، في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ولتعزيز المعرفة بالممارسات الجيدة لتنظيم التقنيات الحديثة، بالإضافة الى تدريب الكوادر الإدارية على اليات تفادي اخطارها، فهناك دائما حاجة أساسية، الى زيادة الوعي ومراجعة القوانين، وتعزيز الرقابة البرلمانية، لمنع إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، لأغراض الإرهاب والتطرف.

الحضور الكريم... ان تفادي اخطار هذه التقنيات يرتب مسؤولية تشاركية، على الحكومات والهيئات التشريعية والرقابية، ومؤسسات المجتمع المدني، لكن دور البرلمانات أساسيا وفاعلا، في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي، بصفتها هيئات تشريعية ورقابية، فهي معنية بمراقبة مدى قدرة الجهات ذات العلاقة، في مواجهة اخطار الذكاء الاصطناعي، ومسؤولة أيضا عن ضمان وجود تشريعات قانونية، مستجيبة للتطور الكبير في هذا القطاع، لضمان امن المجتمعات والافراد.

ان تبديد مخاوف المجتمعات، يتطلب وضع نصوص قانونية وتشريعات وقائية، تفرض عقوبات مشددة، على من يستخدم يتيح هذه التقنيات، لغاية نشر اخبار مضلله، تستهدف امن واستقرار المجتمعات، او لجهة تطوير أدوات القتل والتدمير، او التشجيع على الإرهاب والتطرف، وذلك للتقليل من مخاطر هذه التقنيات، ليكون استخدامها امنا، يخدم أغراض التنمية المستدامة وخدمة الإنسانية.

كيف تقيم محتوى الصفحة؟